هل إرادة الله ضدنا؟
إعتدنا على أنهم فقط س و ج؛ فسين هي السؤال، وجيم هي الإجابة، ولكن في زمننا هذا احتجنا إلى ص بينهما؛ وصاد هي صحح بلسانك المعلومات في ذهنك قبل أن تجيب السؤال
كذبة عميقة :
إخفاء الخير :
معلومات زائدة :
سبب العصيان :
ولم تنتهِ قصة الشعب عند مجرد الأفكار والتصورات الوهمية، ولكنها أثّرت على حالتهم النفسية
«فَرَفَعَتْ كُلُّ الْجَمَاعَةِ صَوْتَهَا وَصَرَخَتْ، وَبَكَى الشَّعْبُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ»، وانتابهم الندم الشديد، فقالوا: «لَيْتَنَا مُتْنَا فِي أَرْضِ مِصْرَ، أَوْ لَيْتَنَا مُتْنَا فِي هذَا الْقَفْرِ! وَلِمَاذَا أَتَى بِنَا الرَّبُّ إِلَى هذِهِ الأَرْضِ لِنَسْقُطَ بِالسَّيْفِ؟ تَصِيرُ نِسَاؤُنَا وَأَطْفَالُنَا غَنِيمَةً»، والأصعب أنها تحولت لقرارات «فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: نُقِيمُ رَئِيسًا وَنَرْجعُ إِلَى مِصْرَ» (عدد١٤: ١-٤).
ولخص موسى ما فعله الشعب قائلاً: «جَيِّدَةٌ هِيَ الأَرْضُ الَّتِي أَعْطَانَا الرَّبُّ إِلهُنَا. لكِنَّكُمْ لَمْ تَشَاءُوا أَنْ تَصْعَدُوا، وَعَصَيْتُمْ قَوْلَ الرَّبِّ إِلهِكُمْ، وَتَمَرْمَرْتُمْ فِي خِيَامِكُمْ وَقُلْتُمُ: الرَّبُّ بِسَبَبِ بُغْضَتِهِ لَنَا، قَدْ أَخْرَجَنَا مِنْ أَرْضِ مِصْرَ لِيَدْفَعَنَا إِلَى أَيْدِي الأَمُورِيِّينَ لِكَيْ يُهْلِكَنَا» (تثنية١: ٢٥-٢٧)، ولو كان الله يبغضهم فعلاً، فما الداعي له أن يستجيب صراخهم ويخرجهم من مصر أصلاً، كان قتلهم مع أبكار المصريين، أو كان تركهم لوحوش البرية، أو كان صمت على صوت احتياجاتهم التي لا تنتهي من طعام وشراب؟!!
وهنا درسنا الثالث، فقبل كل خطية فعلناها، وكل قرار عصيان اتخذناه، كان يسبقه شكنا في صلاح الله معنا، وتوهمنا أنه يقف ضدنا، فتكون النتيجة أننا نبحث عن سواه، وتتم فينا الكلمات «لأَنَّ شَعْبِي عَمِلَ شَرَّيْنِ: تَرَكُونِي أَنَا يَنْبُوعَ الْمِيَاهِ الْحَيَّةِ، لِيَنْقُرُوا لأَنْفُسِهِمْ أَبْآرًا، أَبْآرًا مُشَقَّقَةً لاَ تَضْبُطُ مَاءً» (إرميا٢: ١٣).
عزيزي القارئ، ما أحلى أن نقول ونرنم ”الرب صالح“، ولكن ما أروع أن نؤمن من الداخل أن الرب صالح، فلا نعطي أذاننا لإبليس عدونا، الذي يريد أن يشكِّكنا في إلهنا، ويقنعنا أنه يخفي خيراته عنا، وعلينا أيضًا أن نُخرج يوميًا من داخلنا أي بذور للتذمر على الله، وننقي أفكارنا من أي أمور بخلاف كلمته ووعوده، وحسنًا ننفذ نصيحة بولس لنا «وَلاَ تُشَاكِلُوا هذَا الدَّهْرَ، بَلْ تَغَيَّرُوا عَنْ شَكْلِكُمْ بِتَجْدِيدِ أَذْهَانِكُمْ، لِتَخْتَبِرُوا مَا هِيَ إِرَادَةُ اللهِ: الصالحة good الْمَرْضِيَّةُ acceptable الْكَامِلَةُ perfect» (رومية١٢: ٢).
وفي النهاية تذكير بسؤال مقالنا وبالإجابة عليه.
س: هل إرادة الله ضدنا؟
ج: إرادة الله لصالحنا، لكن المشكلة في كذب عدونا، وفساد معلوماتنا، وعصيان قلوبنا